
“وسائل الإعلام هي الكيان الأقوى على وجه الأرض، لديها القدرة على جعل الأبرياء مذنبين وجعل المذنبين أبرياء، وهذه هي القوّة، لأنها تتحكّم في عقول الجماهير”
(مالكوم إكس)
غالبية اعلامنا الرياضي يتبني نظرية المؤامرة تبريراً للفشل وهـذا تسطيح فكري لا يوصل إلى شيئ سوى المزيد من التفاهة والـذي بات وكأنه ممنهج!!
الحوار السلبي والتعصب الرياضي في البرامج التلفزيونية يؤثر على تكوين الصورة الذهنية لدى صغار السن أو المشاهد البسيط عن كرة القدم والمواقف والأحداث، بل يؤثر على الطريقة التي يدرك بها الناس الأمور وطريقة التفكير، وبهذا فإن البرامج الضعيفة حوارياً إنما تقود إلى تصديق وتبني أفكار خاطئة وظنون وهمية مع مرور الزمن.
الرياضة تحولت من هواية إلى صناعة واستثمار حقيقي
يتساءل الأمير عبد الله بن مساعد ويقول: ما الأسباب التي تجعل الرياضة لدينا عبئاً مالياً ثقيلاً على الدولة٬ بينما في دول أخرى مصدراً رديفاً للضرائب وتولد مئات الآلاف من الوظائف..
حكومتنا الرشيدة تدعم الرياضة والأندية بمئات الملايين لتمثيل الوطن في المحافل الدولية لما يحققه هذا التمثيل من تسويق للوطن في الخارج واستثمار وتوليد للوظائف في الداخل ثم يأتي بعض الإعلاميين الرياضيين وبنظره قاصره يدعم الأسترالي والإيراني ضد ممثلي الوطن! ويأتي آخر ويقول لا توجد وطنية في كرة القدم، عجبي! وهذه الملايين التي صُرفت من اقتصادنا! هل أشجع المنافس الأجنبي ليحتفل بإنجازه على حسابنا ويضحك على سذاجتنا!
منـذ ١٥ عام أو أكثر ولا يزال الإعلام الرياضي مع كل اخفاق للمنتخب أو الأندية يتهم الاتحاد الآسيوي بالتآمر على الكرة السعودية! ويكثر الجدل حول من هو أسطورة الكرة السعودية؟ ويعلو الصراخ عند عدد البطولات وأيهما أكثر جماهيرية النصر أم الهلال؟! حتى وصل بهم الحال إلى فك وأفك!!
منذ ١٥ عام أو أكثر والإعلاميين أو الناقدين يهاجمون ويطالبون اللاعبين ورؤساء الأندية والاتحاد السعودي بالرحيل في حال الإخفاق٬ بينما أكاد اجزم بأنهم أحد أهم أسباب اخفاق الكرة السعودية بسبب الشللية والتحزبات وصراعات الميول التي أدت بنا الى هذا الحال!
منذ ١٥ عام أو أكثر والإعلاميين هم الإعلاميين لم يتغيروا أو يغيروا! بل زادوا الطين بله!
الضعف الثقافي والتسطيح الفكري بات واضحا فلابد من خطوات عملية لوقف التعصب الإعلامي الرياضي الـذي سيؤدي إلى تجريد شبابنا من الوطنية! مع كل بطولة محلية او دولية نرى مسرحيات هزلية لإعلامنا الرياضي تلقي بظلالها على تصرفات أبناء المجتمع ..
قارن بين ردة فعل الجماهير السعودية عند الفوز أو الخسارة لمنتخبنا الوطني مع فوز أو خسارة أحد الأندية الجماهيرية٬ وستعلم حينئذ مدى التأثير السلبي لهذه العبارة!
لا توجد وطنية في كرة القدم!!
كم هي مؤلمة!
ومضة
أحيلوا اعلامنا الرياضي للتقاعد
قلم: محمد صهيب الغريري